قِصّةُ ليلةٍ
اللهُ.. ما أجملَ ليلَ اللقاءْ
ربي.. أمِنْ أجليَ هذا المساءْ؟
رصَّعَتِ الأنجمُ شعرَ السماءِ
وشاعَ في الجوِّ رقيقُ الضياء
واكتستِ الدنيا بأبهى رُواء
وارتحلَ اليأس، وحلَّ الرجاءْ
وغرّد الطّيرُ نشيدَ الصفاءْ
وعانق الزّهرُ نديَّ الهواء
وانطلقَ الشِّعرُ بأحلى غناءْ
ومرّ طيفانا على شطِّ ماءْ
فانعكستْ صورتُنا في انتشاءْ
وزغردَ الضفدعُ ملءَ الجواءْ
وردَّدَ البلبلُ حلوَ الدعاء
أوّاه من سُكْرَين رهنَ الدّماءْ
من نشوةِ اللقيا.. وخمرِ الحياء..
اللهُ.. ما أجملَ هذا المساءْ
وسيّدي، يغمرُني بالعطاءْ..
يُسلِمُ شَعْري لجنونِ الهواءْ
يغمُر ثغري.. بألذِّ ارتواء..
ويحتوي صدري.. وأيَّ احتواءْ
كأنّني زنبقةٌ في إناءْ..
يردِّدُ اسمي بأرقِّ النّداءْ
فيُشعِلُ القلبَ بألفِ اشتِهاءْ..
كأنَّ قلبي من لهيبِ اللقاءْ
صيفُ بلادي، حرقةً واصطلاءْ
كأنَّ في جنبيَّ خطَّ استواءْ..
وأنتشي من سَكرتي في إباءْ
وأنثني من فرحتي في بُكاءْ
أكسو ربيعي بالمُنى والدُّعاءْ
خوفاً عليه، من ثلوجِ الشِّتاءْ