حُلْم
ثمَّ نامَ الكونُ، فاستدعتْك أشواقي كثيرا
وأنا أبذلُ للُّقيا من الدَّمع بُحورا..
وأمدُّ السُّهدَ، والآهاتِ، والنَّجوى، جُسورا
علّها تُدنيك يا روحي، إذا شئتَ العُبورا
وملأتُ الغرفةَ الورديّةَ الظلِّ، عبيرا
ومن الخافقِ في الأضلعِ هيّأتُ السّريرا..
وبعذْبِ الغزَلِ المنظومِ، زخرفتُ الحريرا
وجعلتُ النغَمَ الحالمَ للُّقيا بخورا
وغمرتُ الجوَّ تحناناً، وشِعراً، وشعورا
وبأحلى كلماتِ الحُبِّ حاكيتُ الطيورا
فإذا طيفُ حبيبي يتراءى لي بشيرا
وإذا وجهُ حبيبي يجعلُ الظُّلمةَ نورا
وإذا بي.. وأنا أرقصُ بِشْراً وحُبورا
أغلقُ الشُّبّاك حتى لا أرى النُّور المُغيرا
إذْ أرى قلبي من البدرِ على بَدري غَيورا
وأنا بين يديه، آسرٌ ضمَّ أسيرا..
وأسيرٌ في يدَيْ آسرِه نامَ قريرا
وتراوحْنا بقلبَينا.. نعيماً وسعيرا
ومضى الليلُ قصيراً، وبدا الفجرُ نذيرا
وإذا لُقياك رؤيا.. ترسُم الوهمَ قُصورا
وإذا بي أنا وحدي، أشربُ الدَّمعَ المريرا
هكذا الأيّامُ تُقصينا، فلا ندري المَصيرا