ذِكرياتٌ
حبيبي، أتسترجعُ الذكريات؟
إذا ما خلوتَ لصمتِ المساء
فتذْكُرُ كيف سمِعْنا الليالي تزغرِدُ من فَرحةٍ باللقاء
وكيفَ رأينا ضياءَ الكواكبِ أوتارَ قيثارةٍ للغِناء
وماذا نسيْنا؟ نسيْنا الزمانَ، نسيْنا المكانَ، نسيْنا الرياء
نسيْنا الحسابَ، نسيْنا العتابَ، نسيْنا العذاب
نسيْنا الشَّقاء
وماذا ذكرْنا؟ ذكرنا الوعودَ، ذكرنا العهودَ، ذكرنا الهناء،
ذكرْنا الغرامَ، ذكرنا الهُيامَ، ذكرنا السَّلام،
ذكرنا الوَفاء
وقد نصَب البدرُ أرجوحةً من النُّور ترفعُنا للسّماء
وعيناك للحبِّ نافذتان.. أرى الطُّهر خلفَهما والصّفاء
وكفَّاك تحتويانِ جدائلَ شَعري.. وتخشى عليها الهَواء
وصدرُك يغدو وِساداً لصدري.. كأنّك تحمِلُ عنّي العَناء..
حبيبي، وحبُّك أسطورةٌ، تكلِّلُ قلبيَ بالكِبرياء
فما هو لهوٌ، ولا نزوةٌ.. ترابيّةٌ، تنتهي بارتواء
ولكنّه نشوةٌ كالصّلاة، وإشراقةٌ حُلوةٌ كالضّياء
كأنّك من زمني رحمةٌ.. كأنّك من عندِ ربي عَطاء
حبيبي.. تولَّت ليالي الرّبيعِ، ومرَّ الخريفُ، وجاءَ الشتاء
أتذكُرُني رغمَ قصفِ الرّياح، وعصفِ النّوى بزمانِ اللقاء؟
أتسمعُ في الليل همسي إليك.. وتلمحُ في ناظريَّ البُكاء؟
أتعرفُ أنّي وقد غبتَ عني، أعيشُ بلا أملٍ أو رَجاء؟
وتشهدُ روحيَ مصلوبةً.. وذاتي مهيّأةً للفَناء؟
فللحبِّ عشتُ، وللحبِّ متُّ، وللحبِّ هان عليَّ الفِداء