نَجْوى
يا أميري، أنتَ يا أطهرُ مِنْ طينِ البشرْ
أنتَ يا نفحةَ نورٍ من إلهٍ مقتدِرْ
يا ملاكاً ساحرَ الطلعةِ فتّانَ الغَررْ
يا سماءً تزرعُ الخضرةَ في قلبِ الحجَرْ
أنا من حُبِّك أُخفي عنك آلافَ الفِكَرْ
في ثنايا كبرياءٍ، وحياءٍ، وخفَر..
كلّما ناجاك شِعري بحنينٍ مستعِرْ
ذابتِ الأبياتُ في ثغري، والتاعَ الوترْ
كلُّ شيءٍ فيك.. حتّى النارُ.. حلوٌ في السِّيَرْ
أشعلِ السّيجارةَ الحسناءَ، يُلهبْني الشَّررْ..
واملأِ الجوَّ دخاناً، ثم دعْه ينتشرْ
إنّه يملأ إحساسي بإنصافِ القدرْ
إنّه يلمسُ أعصابي بتيّار الخدَر
إنه خمري.. وكاساتي إذا القلبُ سكِر
إنّه يكتبُ لي في حُبّنا أحلى السُّوَرْ
إنه شلّالُ ألوانٍ وأضواءٍ عَطِر
إنه في جدبِ أيامي كرشَّاتِ المطرْ..
تُنبِتُ الشوقَ ولا تُبقي من الشجوِ أثرْ
إنه يرسُم لي الفردوسَ في أبهى الصُّور
يا أميري، إنّ حبي لكَ طفلٌ في الصِّغَرْ
كلّما أشبعتَه وصلاً ترى الطفلَ كبِرْ..