حُبُّ منَ السّماء
أختَ روحي، عن هواهُ المُفتدى لا تسأليني
هو حبٌّ ما له في أيِّ قلبٍ من قرينِ
ما رواهُ الدهرُ في ماضي ولا آتي السنينِ
هو لحنٌ شاعريُّ الجرْسِ، خفّاقُ الرنينِ
هو نورٌ يسكبُ الفرحة في قلبِ الحزينِ
هو روضٌ عاطرُ السوسنِ، زاهي الياسمينِ..
هو نيسانٌ لعُمري وربيعٌ يزدهيني
هو بدرٌ في دُجى ليلي، وتاجٌ في جبيني
فإذا غاب حبيبي، أيُّ ظلٍّ يحتويني؟
مَن سيُرسي دررَ التاجِ على هذا الجبينِ؟
مَن سيمحو لهبَ الحُرقةِ من دمعي السخينِ؟
مَن سيهديني إلى المرفأِ إن ضلَّ سفيني؟
مَن على الأيام ذُخري، ونصري، ومُعيني؟
مَن أراني حينما ألقاه في حصنٍ حصينِ؟
أختَ روحي علِّليني.. واصدُقي لا تكذبيني
لا تقولي: أطلقَ السجّانُ أغلالَ السجينِ
إنّني أهواهُ طولَ العمر قيداً في يميني
لا تقولي: سوف تنسَينَ هواهُ بعد حينِ..
ليس هذا القلبُ قلبي إن يكنْ غيرَ أمينِ
ليسَ منّي، إنْ طغى شكّي على نُورِ يقيني
إنّ هذا الحبَّ لي أقربُ من حبل الوتينِ
وله فيضُ حناني.. وله فرطُ حنيني
وهو بعدَ الله ربي.. وهو بعد الدين ديني..