معصومة.. أسيل.. رولا.. سلوى. . هن مليون امرأة في امرأة
إن جزءاً من أحلامي أن أرى المرأة الكويتية تمثلني في مجلس الأمة، فما أروع الإحساس الذي جعلني كالحمامة بين أراجيح الحلم وبحر الحقيقة.
ولأنني مؤمنة بأن المرأة الكويتية المثقفة التي تعتبر نفسها مجندة في خدمة الحق والعدالة والحرية والإنسان، لا بد أن تكسر الحاجز النفسي، وألا تقف على هامش التاريخ، وألا تبقى متفرجة على ما يجري على المسرح السياسي، فالمعركة التي نخوضها ضد التخلف لا تفرق بين رجل وامرأة، لذلك استطاعت المرأة الكويتية (معصومة وأسيل ورولا وسلوى ـــ وذكرى) بسلاح العلم والثقافة ان تخرج من المعتقل وان تسترد مفاتيح حريتها ومفاتيح الكلام ومفاتيح الالتزام.
أشعر اليوم أن جميع نساء الكويت يولدن من رحم فرحتي، وأن نجاح المرأة ليس نجاحاً منفرداً وإنما هو كورالي تداخلت فيه آلاف الأصوات، واشتركت في أدائه ألوف النساء والرجال، ففي أعماقي اختلطت مشاعر الانتماء ومشاعر الأمومة بمشاعر الزهو والكبرياء والثقة بالمرأة الكويتية.
إن الحب والولاء اللذين ينبعان من عيون معصومة وأسيل ورولا وسلوى (وذكرى) ليسا ولاءً وحباً خصوصيين، بل هما حب وولاء يلمحان في عيون نساء ورجال وطني.
إن معصومة وأسيل ورولا وسلوى (وذكرى) هن كل النسوة، وهن مليون امرأة في امرأة، قد ألغت المرأة الكويتية (معصومة وأسيل ورولا وسلوى وذكرى) الحكم التاريخي الصادر بحقها، واستعادت حقوقها وعقلها المصادر، وصححت الخلل في المعادلة الاجتماعية، واعترف الرجل بأن الحياة شراكة ومناصفة في عملية البناء الاجتماعي، وأن الرجل لم يخالف في هذه الانتخابات العقد الاجتماعي، وأعطى المرأة صوته بطيب خاطر، لأنه يعلم أن المرأة هي منطقة السلام التي ترفع رايات الرحمة والمحبة، وهي التي تمارس الحكم بعدالة وتجرد ومساواة.
وهي المدرسة البيولوجية والسياسية التي تخرج فيها كل الرجال الذين يحكمون العالم، ولقد أعيد للمرأة اعتبارها كشريكة أساسية في بناء الوطن.
إن المرأة هي جدول الماء الذي يستطيع إطفاء الحريق، والمرأة هي غصن الزيتون الذي يعيد السلام لوجه هذا الوطن، وهي الديمومة والبقاء في ذاكرة الزمن.
والمرأة هي الأرض التي نزرعها وتعطينا كل عام زهراً جديداً وثمراً جديداً، والمرأة هي العمود الفقري للأسرة ومن دونها يبقى الجسد مهتزاً ولا توازن له.
إن المرأة الكويتية النائبة، هي التي ستكون الناطق الرسمي بلسان جميع المقهورات، وستطالب بتصحيح الشرط الإنساني للمرأة وتفتح نافذة للواتي يفتقدن الضوء ويفتقدن احترام خياراتهن، وتساهم في عملية التنمية، ويكون لها صوت في عملية التغيير.
صحيح أن الواقع الحالي ملبد بالغيوم، لكني مؤمنة بأن هذا الطقس السياسي المكفهر لا يمكن أن يستمر، وأن الشمس لا بد أن تشرق مرة أخرى، وأن أناس الكويت الطيبين، الذين حملوا الكويت على أهدابهم وزرعوها في كل مكان، قد دخلوا الانتخابات بفكر وتصميم جديدين على التحدي والمواجهة والتغيير، وإن المجلس الذي انتخبوه سيكون بحجم الطموح وبحجم الحلم.
إن الكويت، هذا الوطن الممتد من العين إلى القلب، هو الرحم الذي تكوّنا في داخل جدرانه الدافئة، وهو السقف الحنون الذي نلجأ إليه فيزودنا بالحب والسلام والطمأنينة، وهو الشجرة التي نأكل منها أطيب الثمار، وهو البحر الذي يعطينا أغلى ما عنده، وهو ذلك الجدار من الحب والمروءة يستند إليه الكويتيون وينامون مطمئنين على مستقبلهم.
وهو ذلك العشق الذي يتشكل في داخلنا كما يتشكل السكر في داخل عنقود عنب.
بين القصيدة الأولى التي كتبتها للمرأة والقصيدة الأخيرة التي أهديتها إليها في عيدها أكثر من أربعين عاماً.
ويل النساء من الرجال إذا استبدوا بالنساء
يبغونهن أداة تسلية، ومسألة اشتهاء.
)من ديوان أمنية(
أريد أن أفجرَ الوقت إلى شظايا..
أريد أن أسترجع القمر الذي..
خبأتُه في داخل المرايا..
أريد أن أصرخ.. أن ألعن.. أن أحتجَ..
أن أقتل تاريخاً من العطور، والبخور، والسبايا..
أريد أن أهرب من رطوبة الحريم والتكايا..
أريد أن أهرب ممن حللوا دمايا..
من ديوان “والورود. . تعرف الغضب“
شكراً لكل من أدخل الفرح إلى قلبي من رجال الكويت ونسائها.
وشكراً لمعصومة وأسيل ورولا وسلوى (وذكرى) لأنهن أدخلن المرأة الكويتية التاريخ.
د.سعاد محمد الصباح