أنا هنا في بيروت أحتاج إلى بحر من الورق
ليروي عطشي وعطش الورق…
أنا هنا في بيروت أحتاج إلى مساحة من الوقت
كي أشكر عيون اللبنانيين…
التي تحملني على سيمفونية من حرير الكلام
أنا هنا في بيروت أفتش…
عن تاريخ الحزن..
في ذاكرة المطر…
عن تاريخ دمعة تركت العين
ولم تصل بعد إلى مرفأ الفرح..
تُغرقني في ليل مطعّم بضوء الأمل..
وضوء مطعّم بليل الأسئلة
متى ينتهي ظلام الظلم..؟؟
ومتى تشرق شمس الحقيقة..
فقدر بيروت أن تعطينا نوراً وجمالاً
وقدر بيروت أن تكون نيساناً أخضر
ينشر الألوان في عالم عربي مرسوم
بالأسود والأبيض
أصعد إلى أعلى سلم الفرح..
حتى ألتقي بكم…
فإذا ما وصلت إليكم…
أشعر بالكبرياء..
أصعد إلى سماء التاريخ
لأتعلم من جامعة الأبجدية
التي رسمتها عبقرية هذا الساحل
الممتد من صور إلى أوغاريت
ومن مراسلات ذلك الشعب
الذي حدد للبشرية طريق الحوار المكتوب
والعلم المتنقل بين الآفاق…
وأقرأ دور ذلك الشعب المتناثر
جسداً وعقلاً وابتكاراً
على شاطئ الإبداع الفينيقي..
الذي كان له دور في تكوين تاريخ البشرية
فأتحول إلى غابة من المعرفة
في هذا العالم المتسلح بالعلم والمعرفة
والأرقام…
نحن بحاجة إلى مزيد من العقل…
والمزيد من البصيرة والموضوعية…
نحن بحاجة إلى طموح يوجع الشمس..
وأصابع تحترق وهي تصطاد النجوم.
في هذا العالم العربي الهلامي
الذي سرق السلام من قلوبنا..
وجعلنا جرحاً يمشي على أرض الوجع..
نحن بحاجة إلى الاستثمار في العقل
والمراهنة على أنه أفضل الاستثمارات
حتى تتألق المواهب..
وتمتلئ الحقول العربية بالورود والرياحين
فالرحم العربي لن يتوقف أبداً عن ولادة المبدعين
سلام عليكم.. يا حراس القيم
سلام عليكم.. يا حراس الحريات
سلام عليكم.. يا حراس الضمير الإنساني