كلمة الشيخة د. سعاد محمد الصباح في حفل براعم الأدب العربي – الدورة الثانية – 12 أبريل 2018
مسرح مكتبة الكويت الوطنية
…
أيُّها الأحباءُ الأحباءُ
الأصدقاءُ والأبناءُ
أحباءَ الشِّعر واللغةِ البكر..
يا قصائدَ الحياةِ الجميلةَ وألوانَها الصادقةَ..
مرحباً بكم على مائدةِ الأدبِ في موسمِنا الجديدِ.. وليتَ المواسمَ كلَّها للقصيدةِ.. وعن القصيدةِ.
ها قدْ مرَّ عامٌ من العمرِ سريعاً.. في زمنٍ يسيرُ كالإعصارِ.. فيخطِفُنا من أنفسِنا ومِن بساطتِنا، ويخطِفُ منا هدوءَنا..
ولا سبيلَ إلى إيقافِ هذهِ السُّرعةِ الجنونيّةِ إلا بالعودةِ إلى منابعِ الطفولةِ.. أغصانِ الأدبِ اليانعةِ وهي تُلقي بالشِّعْرِ على كتفِ الزَّمانِ.
ولمّا كانتِ المقارنةُ بينَ الفنونِ تنحازُ دوماً إلى الشِّعرِ، فإنّنا اليومَ منحازونَ لما انحازَ له الجَمالُ، حينَ تكتمِلُ اللوحةُ باجتماعِ الشِّعرِ والطفولةِ على بِساطِ الإبداعِ الأخضرِ.
والواجبُ التاريخيُّ يفرِضُ علينا أنْ نجعلَ الشِّعرَ الأصيلَ أنشودةً على لسانِ البراءةِ الناطقِ بلغتِنا العربيّةِ.. هُوِّيَتِنا التي بها نفخَرُ.
في هذهِ الفَعاليّةِ نسعى لنعيدَ الشجرةَ إلى جذورِها.. والطيورَ إلى أعشاشِها، لنقولَ إنَّ العروبةَ اختيارُنا، والكلمةَ الفصيحةَ هدفُنا.. ولنظلَّ نرتوي من ذاكَ الينبوعِ الذي تفجّرَ منذُ ولادةِ القصيدةِ العربيّةِ.. ومنذُ الأمرِ الأولِ: (اقرأْ باسمِ ربِّكَ الذي خلَقَ).
في عصرِ تكنولوجيا الألعابِ وذبْحِ الطُّفولةِ بالطريقةِ الإلكترونيّةِ نجدُ أنفسَنا مُلزمينَ بأنَ نُعيدَ لهذهِ الطُّفولةِ الجريحةِ حقَّها في السعادةِ والعِلمِ والمعرفةِ والثقافةِ والعروبةِ..
ونحنُ على يقينٍ بأنَّ الشّعرَ العربيَّ سيتألَّقُ من جديدٍ، ويحيا من جديدٍ، ويعيشُ معنا من جديدٍ..
في هذا المهرجانِ.. مهرجانِ براعمِ الأدبِ العربيِّ في موسمِه الثاني نُكمِلُ وضْعَ اللَّبِناتِ المطلوبةِ لبناءِ هذا الجدارِ المَكِينِ على أرضِ الكويتِ العربيّةِ العربيةِ، وإنْ لمْ يكتملِ البناءُ على أيدينا، فحتماً سيُكمِلُه السائرونَ معنا أو مِنْ خلفِنا..
كنتُ أتلهَّفُ للحضورِ في هذهِ المناسبةِ الغاليةِ على قلبي، وأنتظرُ هذا اليومَ، ولكنَّ أقدارَ اللهِ كتبتْ أنْ أفقِدَ أخي، وأُحْرَمَ مِنْ لِقائكِم، فلّلهِ الحمدُ على كلِّ حالٍ..
أشكرُ المكتبةَ الوطنيّةَ مُمثلةً بمديرها العام الأستاذ كامل العبدالجليل..
وأشكرُ الأساتذةَ وأولياءَ الأمورِ الأفاضلَ الذين كانوا في حرصِهم وصبرِهم وحضورِهم معنا حصصَ التدريبِ الطويلةِ عوناً لنا على إنجاحِ هذا العملِ..
وأشكرُ المدارسَ وإداراتِها الكريمةَ التي بادرتْ بالمشاركةِ وتشجيعِ أبنائِنا على التفاعلِ.
واللهُ وليُّ التوفيقِ وعليهِ التوكُّلُ